خلق النزاع المسلح في اليمن أسوأ أزمة إنسانية ويزداد السوء ثقلاً بين أوساط الأسر التي فقدت عائلها في ظل الحرب أو تلك التي بلا عائل.
غنية عبدالغني قاسم (55) عاماً وأم لستة أطفال
في إحدى شوارع مدينة تعز وتحديداً في باب موسى يفترش الأطفال وأمهم حر الشمس مشكلين دائرة مشروخة حول بسطة لبيع الخضار تتخذ منها الأسرة وسيلة لكسب لقمة العيش في محاولة للبقاء على قيد الحياة .
نزحت غنية وأطفالها الستة هروباً من دائرة المعارك على تخوم المدينة إلا أن الحرب لحقتها بقذيفة عشوائية.
الآن لا شيء يحمل غنية سوى عكازها الذي يقيها من السقوط أرضاً جراء إصابتها بشظايا قذيفة سقطت على مقربة منها مهيلة على قدمها بشظايا مختلفة ، بينما أطفالها الستة في منأى عن نظرة المنظمات الحكومية والدولية كأبرز مشكلة استشرت في مدينة تعز وهي “عمالة الأطفال” إلا أن غينة وأطفالها لم يكونوا في منأى عن نار الحرب .
تقول غنية : ” في العام الماضي كنت في نفس هذا المكان مع بنتي وسقطت قذيفة قريبة من هنا لنصاب أنا وبنتي بشظايا في أقدامنا ، اسعفونا إلى المستشفى وهناك اجريت لنا مجارحة فقط بينما ماتزال بعض الشظايا في قدمي ، لا أحد سيلتفت لنا يا إبني وهو ما اضطرني لأخذ اطفالي الستة معي يساعدوني بالعمل في بيع الخضار عشان نعيش “.
في بلد كاليمن عانى كثيراً من البطالة قبل الحرب فكيف سيكون الوضع في ظل الحرب وخصوصاً في تلك العائلات التي لا معيل لها؟!
غنية نموذج مصغر لأسر شردها النزاع المسلح بين نزوح أو تهجير قسري أو فقدان عائل وهو ما خلق نسبة كبيرة لعمالة النساء والأطفال وارتفاع منسوب ظاهرة التسول في شوراع مدينة تعز لهذه الفئتين خاصة.
التعليقات :