اعتادت آلاء الركض عند استيقاظها مباشرةً كل صباح حيث تبدأ يومها باللعب ، يقول والد آلاء :

” لم تستطع آلاء نسيان عادتها هذه ولم تعتد جرحها بعد ، تستيقظ ، تنسى قدمها ، تحاول آلاء الركض ، تسقط أرضاً”.

آلاء طفلة لم تبلغ الثالثة من العمر حتى وضعت شظيةُ قذيفةٍ حربيةٍ خاتمةَ طفولتها  ، على مقربة منها يلعب أطفال الحي ، تراهم آلاء وتبتسم قبل أن تفرد ذراعيها وتحاول التحرك ناحيتهم ناسيةً أنه لم يعد بوسعها ذلك ، يصف أبوها هذه الحالة بأنها تغلب عقل آلاء الباطن فآلاء لم تستطع إلى الآن تقبّل فكرة أنها بقدم واحدة .

الحدث كما يرويه والد آلاء :

” كانت آلاء تلعب في حوش المنزل وفجأة في يوم 1نوفمبر/تشرين الثاني 2017 وقعت قذيفة على حينا السكني في منطقة الشماسي وسط مدينة تعز ، ارتطمت القذيفة بالمنزل المجاور وتطاير منها الكثير من الشظايا ، إحدى الشظايا اخترقت باب حوش منزلنا واستقرت بساق آلاء الأيسر”.

يتابع : “أسعفتُ آلاء إلى أحد المستشفيات إلا أنني رأيت غياب الرعاية والإهتمام بالجرحى وضعف في خبرة الكادر الطبي فنقلتها إلى مستشفى آخر ، أٌجريت لـ آلاء ثلاث عمليات جراحية إلا أن الطبيب أخبرني أنه لا جدوى من ذلك فشرايين قدمها ممزقة كلياً ولا بد من بتر قدمها” .

بُترت قدم آلاء ومثالها الكثير من الأطفال الذين وقعوا ضحية نزاع مسلح يعصف باليمن عموماً لقرابة أربعة أعوام وتعز خصوصاً ، تعز المنسية ، كما يسميها والد آلاء ، عن نظرة العالم الإنسانية لما يحصل فيها .

ستدخل آلاء عامها الرابع وهي في انتظار ساقٍ أوقفته قذيفة عن النمو  بينما تأخذ الحرب في النمو والتمدد على حساب أحلام الصغار وأعمارهم .